يد الخير

 


منذ عقود طويلة لم تتوقف عجلة العطاء السعودي للأشقاء في اليمن عن الدوران على الرغم مما شهدته بلادهم من تغيرات على صعيد مؤسسة الحكم، والتي أثرت على القرار السياسي بما في ذلك ملف العلاقات مع المملكة.


المملكة هي العمق الاستراتيجي لليمن وهي الدولة الأكثر حرصاً على استقراره وأمنه وتنمية شعبه، وهذه حقيقة لا يتم طرحها من باب المزايدات السياسية أو المناكفات الإعلامية، هي أساس يؤطر علاقات تاريخية تربط بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي ولا يمكن لأي قوة إقليمية أو دولية القفز عليه أو تجاوز أبعاده.


هذه المعطيات مجتمعة تفسر مساندة المملكة ومعها دول التحالف العربي للشرعية في اليمن، وخوضها حرباً لتحرير ترابه من الميليشيات الحوثية التي تنفذ مخططاً إيرانياً يسعى للسيطرة على البلاد وتحويلها إلى مستعمرة تابعة لنظام الولي الفقيه.


خلال اليومين الماضيين ثمة مشاهد كثيرة جديرة بالتأمل لفهم خصوصية هذا النمط من العلاقات، فحيث المعارك مستمرة لتطهير المدن والمحافظات اليمنية من العناصر الانقلابية من قبل قوات الجيش الوطني مدعومة بتحالف عربي، تمتد اليد السعودية في اتجاهين: الأول تأمين الداخل من صواريخ إيران الباليستية التي يطلقها الحوثي على المدن السعودية مستهدفاً سكانها المدنيين. والآخر تقديم العون للأشقاء في الداخل اليمني لوقف عبث الجماعة الحوثية التي زرعت مئات الآلاف من الألغام، وطبقت سياسة الأرض المحروقة التي تستهدف المواطن اليمني دون مراعاة لقواعد القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.


أول من أمس تمكنت قوات دفاعنا الجوي من اعتراض صاروخين باليستيين إيرانيين فوق سماء الرياض تم إطلاقهما من قبل الميليشيات الحوثية التي تصر على المضي قدماً في محاولاتها اليائسة لتحقيق نصر معنوي يطيل عمر بقائها في اليمن الذي شارف على الانقضاء، مع العلم أنه وعلى الرغم من تعدد هذه المحاولات وتغيير وجهاتها إلا أنها لم تتمكن مطلقاً من تعطيل سير الحياة المدنية للمواطنين والمقيمين على الأراضي السعودية، كما أنها لم تنجح في إصابة أي هدف عسكري أو مدني، إضافة إلى أنها تثبت يوماً بعد يوم الكفاءة العالية والإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها قوات الدفاع الجوي السعودي لتأمين سماء البلاد.


وبالأمس كانت اليد التي أحبطت هذا العدوان تمتد بالخير لأبناء اليمن من خلال تدشين مشروع (مسام) والذي يمثل مبادرة إنسانية تهدف لإزالة الألغام التي زرعها الحوثيون بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية وإنقاذ اليمنيين من خطرها ومساعدتهم على التغلب على ما ينجم عنها من مآسٍ.


هنا يبدو الفارق أكثر جلاءً أمام العالم بين المشروع السعودي البنّاء وبين المخطط الإيراني التدميري، فالأول يبني ويعالج ويضمد الجراح، بينما يستمر الآخر في ممارسة القتل والإفساد وإهلاك الحرث والنسل.


 


 

Exit mobile version