معضلات المشهد السياسي اليمني المركب

 


 


الحوثيون وبكل طيش يشترطون السماح لهم ببيع النفط المخزون في الناقلة “صافر” والتي تهدد بكارثة تلويث البيئة البحرية في المنطقة بسبب حالتها المتردية.. يعني إما أن يسمحوا لهم بمصادرته وبيعه، أو فلتحل الكارثة!!


 


يعني باختصار ترميم للناقلة ما فيش..


 


هكذا تفكر الجماعة.


 


* * *


 


في المشهد السياسي اليمني المركب والمكون من جملة ما تراكم من معضلات قديمة وجديدة.. ذوو الصخب العالي هم من يدفعون المشهد إلى الزاوية المظلمة التي تغيب فيها ملامحه التي تصنعها المتغيرات المتلاحقة:


 


يرفضون حينما يكون الاتفاق هو القرار الصح، ويوافقون حينما يكون الرفض هو القرار الصح.


 


هؤلاء يخلطون الأوراق بصفقات مؤذية تطوح بكل الممكنات والآمال وتحيلها إلى هشيم تذروه الرياح..


 


وهم يمزجون الألوان بمواصفات ومقادير تبعث على التنافر في تعاكس مخل بالحاجة البشرية إلى تعبئة الروح بجمال الوطن لتكسب الفكر السياسي والسلطة والمصالح مشروعيتها من خلال استيعاب هذا الجمال استيعاباً يحوله إلى قوة مادية تعمل من أجله، وهي مسألة لا غنى عنها في ظروفنا لمواجهة هذا الصخب المؤذي في لحظات الزمن الحاسمة.


 


تسرب هذا الصخب، الذي يتخفى وراءه فكر سياسي عابس، ومصالح غير مشروعة، وحسابات قصيرة، ويأس مخاتل إلى حياتنا ليعطل الجهد والتفكير المسئول في إنقاذ البلد.


 


آن الأوان لصياغة موقف مسؤول لمواجهة هذا الشتات يسهم في صيانة الوعي المجتمعي بحقيقة أن الانقلاب الحوثي على شرعية التوافق الوطني هي النقطة التي لا بد أن يبدأ عندها إصلاح وترميم المسار كله.


 


ولذلك طرقه ووسائله وأدواته وأولوياته متى ما توفرت القناعة للقيام بذلك.


 


 


 


 

Exit mobile version