مقالات

من قتل جدبان وشرف الدين؟!

قدم الحوثيون في مؤتمر الحوار الوطني عبر ممثليهم -وأبرزهم الدكتور أحمد شرف الدين والبرلماني عبدالكريم جدبان- رؤية مدنية وعلمانية كوّنت حولهم هالة باعتبارهم مكوناً “سياسياً” وليداً يحمل هذه الرؤية الحديث رغم خروجها من وسط ركام حروب ست شُحنت بخطاب طائفي من طرفيها.

كان جدبان وشرف الدين هما العقل السياسي لقائد الحركة عبدالملك الحوثي، وبفعل تأثيرهما عليه تعطل -إلى حد ما- قرار جناح الحوثيين العسكري وبدأت الحركة تتحول شيئا فشيئا نحو المسار السياسي بعيدا عن فرض خياراتهم على باقي المكونات السياسية بقوة السلاح، وهذا الاعتدال استمر حتى اغتيال العقلين السياسيين لصالح سطوة الجناح العسكري وثقافته المتطرفة التي تعمل على استهداف الشباب وتحويلهم إلى جنود عقائديين ووقود لاستمرار حروب التوسع التي طحنت البلد من أقصاه إلى أقصاه.

عند البحث عن الرؤية المدنية أو العلمانية التي ظهرت بها الحركة في مؤتمر الحوار، يمكن القول وبثقة تامة إنها انتهت باغتيال عبدالكريم جدبان وأحمد شرف الدين، مقابل سطوة الجناح العسكري وحاجته إلى محرك دائم لحروبه، وهو الخطاب الكهنوتي المتطرف، فصار هو رؤيتهم ومنهجم الذي حول قائدهم من “المواطن” عبدالملك الحوثي -كما كنا نقرأ في رسائله آنذاك- إلى ابن الرسول وصاحب الحقي الإلهي.

فمن قتل جدبان وشرف الدين؟

زر الذهاب إلى الأعلى