تقارير

مشردون ومختطفون وسقوطآ على الارصفة.. يوم المعلم باليمن: ذكرى للرثاء لا للاحتفاء

يمن الغد – تقرير خاص

يحل يوم المعلم في اليمن ككابوس يقلب المواجع رأسا على عقب في بلادنا..

يحتفل العالم باليوم الخامس من شهر أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمعلم، تكريماً لجهوده وتضحياته العظيمة في بناء المجتمعات الإنسانية الا انه في اليمن تحولت المناسبة الى رثاء فالمعلم صار ضحية للحرب التي اججها الانقلاب في عام 2014م..

* الانهيار التام..

 ووفقا لبيان منظمة التربية والثقافة والعلوم الأممية “يونيسكو”، فان العديد من المعلمين باليمن اضطروا إلى إيجاد مصادر بديلة للدخل لإعالة أسرهم؛ نظرا لتعليق دفع الرواتب وتعرض المدارس للهجوم باستمرار.

وقالت ان تأخير دفع رواتب المعلمين في مناطق سيطرة الحوثي من المرجح أن يؤدي إلى الانهيار التام لقطاع التعليم.

*  رقم مخيف..

يقول اسعد القارني – مدير مدرسة اهلية باليمن- لـ”يمن الغد”: ان المعلم باليمن أصبح مجرد رقم مخيف لا تخلوا منه الإحصائيات التي تتحدث عن الفقر والمرض والموت والإصابة وغيره.

 وظلت مشكلة انقطاع صرف الرواتب أبرز ما يعاني منه المعلم في اليمن، ففي بداية الحرب انقطعت عنهم مستحقاتهم فأنفق أغلبهم كل ما كانوا يدخرونه، وأصبحوا يعيشون على معونات أقاربهم في الخارج أو الداخل.

وفي مناطق الحكومة الشرعية اصبح المعلمون يستلمون رواتبهم الا ان ذلك لم يعد يجدي نفعا في ظل تدهور العملة الوطنية..

تقول المعلمة منال محمد لـ”يمن الغد”: ان راتبها لم يعد يساعدها إلا بنسبة قليلة لتدبر شؤون حياتها..

أما الأستاذ عبدالعليم الشرعبي يقول ليمن الغد ان راتبه يصرفه في التنقل من والي المدرسة وان مصاريف اسرته لا زالت همه الاكبر..

* تنكيل اسود..

في اليمن هناك معلم مات على الرصيف جوعا واخرون معتقلون والكثيرون يعانون شظف العيش ويكابدون لاجل ابقاء عائلاتهم على قيد الحياة..

 تحدثت نقابة المعلمين اليمنيين في بيان لها، عن قتل جماعة الحوثي 1579 تربويا بينهم 14 قضوا تحت التعذيب في المعتقلات، وإصابة 2642 منذ انقلابها على الدولة في سبتمبر/أيلول 2014.

وذكرت أن نحو 20 ألف و142 تربويا نزحوا إلى مناطق سيطرة الحكومة، وتعرض 621 تربويا و 36 آخر للإخفاء القسري على يد الحوثيين.

وبحسب النقابة فهناك 160 ألف معلم في مناطق سيطرة الحوثيين يعانون من انقطاع رواتبهم بشكل كلي منذ 2016.

* معلمون فقدوا عقولهم..

بختلف المعلم اليمني في عيده العالمي يختلف حاله عن بقية المعلمين في العالم؛ فهو يعيش حياة مريرة لا يصدقها عقل، حيث اصبح عشرات المعلمين اليمنيين نتيجة الحرب يجوبون الشوارع لفقدانهم عقولهم ودخولهم دائرة الجنون بسبب الاوضاع الاقتصادية والانسانية المتردية وإنقطاع الرواتب لأكثر من ثلاثة أعوام .

يقول محمد سالم الوافي ان اباه معلم، وأب لخمسة أولاد ونظرا لانقطاع الراتب والظروف الاقتصادية التي يعيشونها اصيب بحالة نفسية شديدة وهو الآن تائه في الشوارع .

وتقول اروى -معلمة- اصبت بمرض عضال اضطرني الى بيع كل ما املك والان اعيش على المساعدات من ايادي فاعلي الخير والاحسان  .

ويؤكد القول الاستاذ احمد بان زميله المعلم حميد توفي نظرا لأنه كان بحاجة الى عملية جراحية ولم يستطيع دفع تكاليف العملية .

* الطرد من المنزل..

ويقول محمد عبد القادر لـ”يمن الغد” انه لولا خوف الاحلال الوظيفي لما ذهب الي المدرسة فهو من ذهابه يريد اثبات حضوره فحسب فلا نفسية مهيأة للتدريس بعد ان طرد من بيوت الإيجار ثلاث مرات .

ويقول انه حين يذهب الى المدرسة يكون غير سعيدا خوفا من مقابلة صاحب البيت.

ويقول المعلم مهيب الحجري ثان صاحب البيت اخرجه من منزله لعدم دفعه الايجارات المتراكمة وقام باحتجاز اثاث بيته حتى يسلم ما عليه من ديون.

زر الذهاب إلى الأعلى