محليات

برمان: الجزائية في صنعاء غير قانونية ومغسلة لقذارات الحوثيين

 


قال المحامي والحقوقي اليمني، عبد الرحمن برمان، أن “المحكمة الجزائية المتخصصة هي محكمة غير قانونية،كونها قضاء استثنائي؛ لا يجيز القانون اليمني انشاء مثل هذه المحاكم، وكذلك أيضا القوانين الدولية التي تؤكد على انه يجب ان يحاكم كل متهم بارتكاب أي جرم أمام القاضي الطبيعي، والقاضي المختص في الاختصاص المكاني والاختصاص النوعي، مكان ارتكاب الجريمة ونوعية الجرم الذي ارتكب”.


يأتي هذا في الوقت الذي واصلت فيه مليشيات الحوثي بالعاصمة صنعاء، ملاحقة خصومها السياسيين ومعارضيها، وإيداعهم السجون والمعتلات بدون تهم واضحة، حيث تطورت الأساليب القمعية للحوثيين من التعذيب في السجون إلى الاختفاء القسري، إلى المحاكمات وإصدار أحكاما بالإعدام على بعض المتهمين، بعد تلفيق لهم تهم لا أساس لها من الصحة.


السبت الماضي، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة، الخاضعة للحوثيين بصنعاء، حكما بالإعدام بحق أربعة اشخاص، وهم أحمد ضيف الله أحمد الحمزي، محمد يحيى محمد حجر، عبد الرحمن ربشان حسن العامري، صالح عباس صالح سليمان، وحكمت عليهم المحكمة بالإعدام بتهمة التخابر مع السعودية، وهي تهمة لا تحمل أي صفة قانونية، بحسب محامين وحقوقيين، بل أن المحكمة ذاتها لم تعد محكمة قانونية وملغية، طبقا لأصحاب التخصص، وتأكيدات المهتمين.


وأوضح برمان في تصريح صحفي أنه “منذ انشاء هذه المحكمة كان هناك قرار من نقابة المحاميين اليمنيين في نهاية التسعينيات من القرن الماضي بمقاطعة هذه المحكمة وقاطعناها سنوات طويلة وقمنا بحملة كبيرة جدا خصوصا نحن في منظمة هود ومنظمات عديدة لإلغاء واسقاط هذه المحكمة وفي حروب صعدة استغل قام النظام السابق باستغلال هذه المحكمة وقام بزج الكثيرين من جماعة الحوثي الى هذه المحكمة ومحاكتهم”.


ويضيف برمان “اذكر أنه في كل فعالية كانوا يستدعوني وأنا كنت ناشط في هذا الامر وكنت أقدم في كل مهرجاناتهم وألقي كلمات حول الوضع القانوني لهذه المحكمة وعدم مشروعيتها ولكننا اليوم انقلبت الأمور على المعادلة وعلى الموازيين، انقلبت جماعة الحوثي على السلطة واستخدمت هذه المحكمة التي كانت تطالب بإلغائها في عملية الانتقام السياسي لخصومها”.


  وبحسب المحامي برمان فأنه “هناك إسراف في المحاكمات لكثيرين، والصحفي الجبيحي صدر بحقه حكم إعدام بجلسة واحدة وعقدت جلسات المحاكمة داخل جهاز الامن السياسي، ما يدل على تبعية هذه المحكمة لأجهزة الاستخبارات التابعة لجماعة الحوثي.


وقال إن “هناك أعداد كبيرة جدا من المدنيين قد تم إحالتهم إلى المحكمة ربما يتجاوز 200 شخص، وأعتقد أن كافة الاحكام التي قد صدرت حتى الان تكاد تكون جميعها بالإعدام، في يوم واحد حكم على ثمانية اشخاص ويوم على أربعة ويوم على أربعة ويوم على ستة واعتقد انه هناك اكثر من 40 حكم اعدام صدرت حتى الان”.


  وطبقا لـ”برمان”، هذه المحكمة ونفس القاضي الذي أصدر حكم بإعدام الرئيس عبدربه منصور هادي وستة اشخاص من قيادته الشرعية ومستشاريه ورئيس القضاء الاعلى قد أصدر قرار بنقل كافة الاختصاص بهذه المحكمة الى محكمة جزائية في مأرب وتعتبر اختصاصات هذه المحكمة قد انتقلت من صنعاء.


 ويقول برمان بشأن الموقف العام للوسط الحقوقي والقانوني اليمني من هذه المحكمة: “طبعا نحن بصفة عامة ضد إنشاء محاكم جزائية في أي محافظة من المحافظات، باعتبار أن هذه القضاء قضاء استثنائي لا ينال فيه المتهمين حدود الدنيا وكل إجراءات المحاكمة العادلة يعني ما يجري فيها عملية أحكام سريعة في ظرف جلسة جلستين وتصدر أحكام إعدام.


ويضيف: “نحن نعلم أن أحكام الإعدام الجسيمة يجب أن تتاح للمتهم كافة السبل في الدفاع عن نفسه وأيضا لمحاميه حرية الالتقاء فيه والسماع له والحصول على صورة من ملف القضية كثير وتمارس هذه المحكمة انتهاكات جسيمة ضد المتهمين”.


 ويختم برمان: “هذه المحكمة هي أداة من أدوات القمع التي تمارسها جماعة الحوثي وهذه المحكمة مغسلة للقذارات التي تتم في السجون من عملية اعتقالات وتعذيب ومن ثم تأتي الى هذه المحكمة لإضفاء عليها مشروعية الاحكام بالإعدام”.


 

زر الذهاب إلى الأعلى